إدمان الطعام: لماذا نأكل بلا توقف وكيف نعالج؟ 2025

You are currently viewing إدمان الطعام: لماذا نأكل بلا توقف وكيف نعالج؟ 2025
إدمان الطعام

قد يكون الأكل وسيلة متعة وراحة، لكنه أحيانًا يتجاوز حدّه ليصبح إدمان الطعام. هنا تتحكم الرغبة في التناول حتى في غياب الجوع الحقيقي، ويظهر الشعور بالذنب أو الندم بعد الأكل. التفرقة بين الجوع الجسدي والجوع العاطفي خطوة أساسية لفهم المشكلة وبناء علاقة صحية ومتوازنة مع الطعام.

المهم هنا ليس اللوم، بل الفهم: لماذا تشدّنا بعض الأطعمة؟ ما الفرق بين «الجوع الحقيقي» و«الجوع العاطفي»؟ وكيف نبني خطة علاج تعيد لك قيادة شهيّتك وحياتك دون حرمان قاسٍ؟


في العيادة نلتقي أشخاصًا يصفون علاقتهم بالطعام بعبارات تشبه الإدمان: «أحسّ أني ما أقدر أتوقّف»، «لو ما أكلت أصير متوتر». علميًا، الصورة أكثر دقة:

إدمان الطعام
إدمان الطعام
  • مصطلح إدمان الطعام ليس تشخيصًا مستقلًا في DSM-5؛ التشخيص الرسمي الأقرب في الدليل هو اضطراب نهم الطعام (Binge-Eating Disorder) الذي يُعرَّف بنوبات أكل كبيرة مع فقدان تحكّم ومعايير محدّدة في التواتر والأعراض (مثل الأكل بسرعة، حتى الامتلاء غير المريح، أو عند عدم الجوع، مع انزعاج لاحق).
  • في الأبحاث، تُستخدم مقاييس مثل Yale Food Addiction Scale (YFAS) ونسخها المختصرة لتقدير سمات «إدمانيه» تجاه أطعمة شديدة الإغراء (غنية بالسكر/الدهون/الملح)، وقد أظهرت مراجعات حديثة موثوقية وصلاحية جيدة لهذه المقاييس، مع التأكيد أن «إدمان الطعام» إطار قياس سريري/بحثي مفيد وليس تشخيصًا منفصلًا رسميًا.

الخلاصة: يمكنك أن تعاني سلوكًا مشكلًا تجاه الطعام حتى وإن لم تحصل على «تسمية تشخيصية» منفصلة—وما يهم عمليًا هو الأثر وخطة التعافي.


ليست الحكاية «ضعف إرادة». أطعمة فائقة الح palatability تُنشّط دوائر المكافأة في الدماغ، وتلتقي بعوامل نفسية وبيئية فتُغذّي الحلقة.

  • بيولوجيًا/غذائيًا: تُظهر تجربة عشوائية محكومة داخل مستشفى أن الأطعمة فائقة المعالجة تجعلنا نتناول سعرات أكثر بحوالي 500 سعرة/يوم مقارنةً بأطعمة غير معالجة مع تطابق الماكروز المعروضة—وذلك يقود لزيادة وزن سريعة. هذا يفسّر لماذا يصعب الاكتفاء منها.
  • نفسيًا/عاطفيًا: القلق، الاكتئاب، الضغط، والوحدة قد تدفع لاستخدام الطعام «كمهدّئ سريع»، فينشأ جوع عاطفي لا يهدأ بالشبع الجسدي.
  • سلوكيًا/بيئيًا: توفّر دائم، إعلانات ومحفّزات بصرية، عادات مثل الأكل مع الشاشات، ونوم غير كافٍ—all تزيد القابلية للنَهَم.
  • اضطرابات مرافقة: تظهر دراسات ارتباط بين سمات «إدمان الطعام» وبعض الاضطرابات المزاجية واضطرابات الأكل—ما يعني أن العلاج المتكامل يعطي نتائج أفضل.

تخيّل يومًا طويلًا من الضغط، تصل إلى بيتك وتفتح الخزانة «بس لقمة». ينتهي بك الأمر بأكلٍ سريعٍ حتى الامتلاء مع شعور لاحق بالندم والرغبة في «تعويض» قاسٍ غدًا. تتكرر الحلقة.

علامات شائعة قابلة للملاحظة:

  • رغبات ملحّة لأطعمة معيّنة (غنية بالسكر/الدهون/الملح).
  • فقدان تحكّم خلال النوبات: «أعرف أني شبعان لكن أواصل».
  • أكل دون جوع—أو بسرعة حتى الامتلاء غير المريح.
  • أكل سرّي/ليلي ثم شعور بالذنب أو الخجل.
  • محاولات فاشلة للتقليل أو اتباع حميات صارمة تعقبها نوبات.
  • تأثير وظيفي: تراجع طاقة، نوم أسوأ، وتأثر المزاج والعلاقات.

هذه الملامح تتقاطع مع معايير اضطراب نهم الطعام المعتمدة مهنيًا (تواتر أسبوعي ≥3 أشهر + سمات مرافقة). التقييم الإكلينيكي هو الفيصل.


  • المفهوم vs. التشخيص: «إدمان الطعام» إطار وصفي/بحثي تُقاس سماته بأدوات مثل YFAS، بينما اضطراب نهم الطعام تشخيص رسمي بمعايير محددة.
  • التداخل: قد يمتلك شخصٌ نوبات نهم دون سمات «إدمانيه» عالية، والعكس صحيح؛ الخطة تُبنى على السلوك الحالي والأثر لا على التسمية وحدها.
  • العلاج: يشترك الجانبان في استفادتهما من العلاج المعرفي السلوكي (CBT) وتدخلات عادات الأكل والنوم، وقد تُناقش أدوية معيّنة في نهم الطعام بعد تقييم مختص.

ما نأكله وكيف نأكله يحدّد مزاجنا ونومنا وطاقة يومنا. عندما تتحول العلاقة مع الطعام إلى «حلقة قهرية»، تتدهور هذه المحاور معًا.

  • وزن وطاقة: الأطعمة فائقة المعالجة تقود لاستهلاك زائد وسهولة زيادة الوزن حتى مع تطابق العناصر المعروضة—نتيجة مثبتة تجريبيًا.
  • نفسية ونوم: نوبات النهم يعقبها ذنب وتقلّبات مزاج، والنوم السيئ يزيد رغبات السكر/الدهون، فتستمر الحلقة.
  • مؤشرات صحية: مع الزمن، يرتفع خطر اضطراب سكر الدم، دهون الكبد، وارتفاع الضغط—خاصة إذا اجتمع الأكل القهري مع قلّة الحركة.

أفضل النتائج تأتي من خطة متعددة الطبقات تُفصَّل على يومك: علاج نفسي سلوكي + هندسة بيئة + عادات نوم/حركة + (عند اللزوم) تدخل دوائي خاص باضطراب نهم الطعام.

إدمان الطعام
إدمان الطعام
  • يخفّض نوبات الأكل القهري بشكل ملحوظ في التجارب العشوائية، مع معدلات تحسّن/إقفار نوبات تقارب 50% وتُحافَظ عليها حتى 6–24 شهرًا في دراسات متعدّدة.
  • الآليات العملية: تمييز المحفّزات (توتر/ملل/مكان/وقت)، إعادة هيكلة الأفكار («إن خالفت خطتي انتهى اليوم» → «أستطيع تصحيح الوجبة التالية»)، ومهارات بدائل عند الرغبة الملحّة (تنفّس بطيء، كأس ماء، مشي 10 دقائق، «وجبة ذكية» بدل حرمان).
  • يُحسّن نوبات النهم ومؤشرات المزاج بفعالية قريبة من CBT في بعض المقارنات، ويُستخدم خصوصًا عندما يكون محور المشكلة العلاقات والتوترات الاجتماعية.
  • لا توجد أدوية «لعلاج إدمان الطعام» ككيان مستقل.
  • في اضطراب نهم الطعام لدى البالغين، وافقت FDA على ليزديكسامفيتامين (Lisdexamfetamine) كخيار محدّد ضمن خطة علاجية شاملة، يُقيَّم ويُتابَع طبّيًا بدقة. ليس هدفه إنقاص الوزن بحد ذاته، وله مخاطر وآثار جانبية ويُستخدم وفق ملصق الدواء.
  • صحون أصغر/تقديم مفرد بدل «وعاء كبير على الطاولة».
  • إخفاء المُغرِيات: خزائن مغلقة للأشياء «المحرِّكة»، وسهولة الوصول لبدائل مغذية.
  • إيقاع وجبات منتظم (3 وجبات + 1–2 سناك مخطّط) لتفادي «الجوع الانفجاري».
  • قطع ازدواجية الشاشات+الأكل: يزيد اللاوعي في الكميات.
  • نقص النوم يرفع هرمونات الجوع ويزيد توق الشهوة للأطعمة الفائقة المعالجة؛ 7–9 ساعات بنمط ثابت خطوة علاجية لا تقل أهمية.
  • حركة يومية 20–30 دقيقة (حتى المشي السريع) تُخفّض القلق وتقلّل الرغبات الملحّة.

الهدف ليس الحرمان، بل استعادة القيادة.

  • يوم 1–2: يوميات أكل ومشاعر (ماذا/متى/أين/بماذا شعرت قبل وبعد).
  • يوم 3: ثلاجة ذكية: بروتينات سهلة (بيض/لبن/تونة)، خضار مُقطّعة، مكسرات مُقسّمة حصصًا.
  • يوم 4: وجبة فطور ثابتة تحتوي بروتين + ألياف.
  • يوم 5: قاعدة 10 دقائق عند الرغبة: ماء + تنفّس 4–6 + بديل صغير (فاكهة/زبادي) ثم قرار واعٍ.
  • يوم 6: أكل بلا شاشات + شوكة على الطاولة بين اللقمات.
  • يوم 7: مراجعة هادئة: ما المواقف الأكثر تحفيزًا؟ ما البدائل التي نجحت؟
  • يوم 8: خطة سناكين مخططين (عاليَي البروتين/الألياف).
  • يوم 9: مشي بعد الوجبة 10–15 دقيقة.
  • يوم 10: إعادة هيكلة فكرة واحدة متكررة (من «خربت اليوم» إلى «أعدل المسار الآن»).
  • يوم 11: وصفة بديلة لحلوياتك المفضلة بسكر/دهون أقل.
  • يوم 12: لقاء اجتماعي/هواية لا تتمحور حول الطعام.
  • يوم 13: نوم قبل المعتاد بـ30 دقيقة.
  • يوم 14: خطة شهرية مبنية على ما أثبت نجاحه.

تذكّر: خطوة صغيرة يوميًا أقوى من حرمان قاسٍ ليومين يعقبه انتكاس.


إغراءات الطعام قوية، لكنك أقوى بخطة ذكية. في ونيس للطب النفسي نرافقك بخطوات ملموسة:

  • تقييم سرّي لعاداتك ومحفّزات إدمان الطعام/الأكل القهري.
  • بروتوكول CBT/‏IPT مبسّط مع واجبات أسبوعية ومقاييس تقدم واضحة.
  • هندسة مطبخ وبيئة عمل/منزل تُسهل «الخيار الذكي».
  • تنسيق علاجي عند الاشتباه بـ اضطراب نهم الطعام، ومناقشة الخيارات الطبية عند اللزوم وفق الأدلة.
    جلسات أونلاين مرنة من أي مكان—لتستعيد علاقتك الهادئة مع الطعام ونومك وطاقة يومك.

إدمان الطعام
إدمان الطعام

تفاعل بين أطعمة فائقة المعالجة تنشّط دوائر المكافأة، وعوامل نفسية (توتر/قلق/مزاج)، وسلوكية/بيئية (توفر دائم وشاشات ونوم قليل). تجارب مُحكَمة تُظهر أن الأطعمة فائقة المعالجة تزيد استهلاك السعرات ووزن الجسم سريعًا.

استخدم قاعدة 10 دقائق (ماء + تنفّس 4–6 + بديل صغير)، خطّط وجباتك وسناكَين، أزل المحفّزات من البيئة، ونظّم نومك. CBT يعلّمك تفكيك الأفكار القاطرة للنهم وبناء بدائل مجزية.

ليس تشخيصًا مستقلًا في DSM-5؛ الأقرب تشخيص اضطراب نهم الطعام. لكن توجد أدوات قياس معتمدة (مثل YFAS) لرصد سمات «إدمانية» تجاه الطعام—مفيدة سريريًا للمتابعة والتخطيط العلاجي.

يزيد الاستهلاك الكلّي والسعرات، يضعف النوم والمزاج، ومع الوقت قد يرفع مخاطر اضطرابات أيضية. التجربة العشوائية داخل المستشفى تؤكد أثر الأطعمة فائقة المعالجة على زيادة السعرات والوزن.

CBT و/أو IPT، هندسة بيئة الأكل، تنظيم الوجبات والنوم، دعم اجتماعي. في نهم الطعام لدى البالغين قد يُناقَش ليزديكسامفيتامين ضمن خطة متكاملة وتحت إشراف طبي.


لسنا مطالبين بحربٍ مع الطعام، بل بعلاقة صحية معه. عندما تُعيد تسمية ما يحدث—نهمٌ تغذّيه محفّزات—وتضع حدودًا ذكية وتبني بدائل ممتعة ونومًا كافيًا، ستجد أن الشهية تهدأ والذنب يتراجع. التعافي ليس «مسار حرمان»، بل طريق وعيٍ ورفقٍ وتنظيم—ومع رفيق مهني رحيم مثل ونيس، ستستعيد توازنًا يبقى.


  • APA — ما هي اضطرابات الأكل؟ (تعريف ومعايير اضطراب نهم الطعام). Psychiatry
  • NCBI Bookshelf — معايير DSM-5 لنهم الطعام (جدول). المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا
  • Meta-analysis (2024) — موثوقية مقياس Yale Food Addiction Scale (YFAS). PMC
  • BMC Eating Disorders (2024) — صلاحية المقياس المعدّل mYFAS 2.0. BioMed Central
  • Review (2023) — فعالية CBT وIPT في اضطراب نهم الطعام (نظرة حديثة). PMC
  • IPT للأكل القهري — مراجعات ودراسات مقارنة مع CBT. PMC+1
  • تجربة عشوائية داخل مستشفى (NIH/Cell Metabolism, 2019) — الأطعمة فائقة المعالجة تزيد السعرات والوزن. PubMed+2cell.com+2
  • FDA Label — ‏Lisdexamfetamine لعلاج اضطراب نهم الطعام لدى البالغين (تفاصيل الجرعات والتحذيرات). FDA Access Data
  • مقالة تمهيدية تاريخية — أول دواء مُجاز لـ BED (خلفية). ahdbonline.com+1
للوصول لمواقع التواصل الاجتماعي، اضغط هنا

اترك تعليقاً